ده الجبل الجليدي اللي أصطدمت بيه تيتانيك!! لكن دي مش قصة النهاردة… القصة أكبر بشويتين!
كلنا عارفين تيتانيك، لو مكانش من التاريخ، يبقى من الفيلم!
لكن اللي فيه كتير ميعرفهوش، هي النظريات اللي ورا غرق السفينة العملاقة دي، واللي كانت واحدة من أقوى وأكبر السفن في وقتها!
فعايزك تقرا للأخر وتركز ومش هتندم، وهنعرف سوا الخيال الأول ولا الحقيقة!
واحدة من النظريات بتقول أن تيتانيك مغرقتش أصلا 😅
وأن اللي حصل فعلًا، أن الاسم ابتدل مع سفينة تانية قديمة اسمها Olympic
السفينة Olympic كان حصلها عطل جامد في رحلة سنة 1911 والأعطال زادت مع الوقت، وكانت بتركن عند الميكانيكي أكتر ما بتعوم، فالشركة غيرت اسمها لتايتانيك عشان فلوس التأمين، يعني تايتانك مغرقتش وكانت مركونة تحت بيت صاحب الشركة واللي غرقت هي السفينة أوليمبك اللي مسحوا اسمها وكتبوا بداله تيتانيك!
طبعًا النظرية دي فيها ثغرات كتير ويمكن أكبرها أن قيمة تأمين تيتانيك كانت أقل بكتير من قيمة أوليمبيك. لكن طبعًا فيه ناس كتير مصدقينها بجانب نظريات تانية منها سياسي ومنها خيالي جدًا، زي أن السفينة كان عليها مومياء وغرقت بسبب لعنة الفراعنة، أو أن مورجان كان عايز يتخلص من شركاء ومنافسين.
بس سيبك بقى من نظرية المؤامرة وتعالى نتكلم عن حاجة حقيقية حصلت فعلًا ومالهاش أي تفسير.
تيتانيك غرقت سنة 1912 بعد ما خبطت جبل جليدي وغرق حوالي 1500 بني آدم، زي ما كلنا عارفين.
في سنة 1898 (واخد بالك من التاريخ؟) الكاتب Morgan Robertson ألف رواية اسمها The Wreck of the Titan: Or, Futility بيتكلم فيها عن سفينة اسمها Titan غرقت في الأطلنطي بعد ما خبطت جبل جليدي!!


استنى بس متفتحش بقك دلوقتي… اللي جاي هيخليك تلف حوالين نفسك!
الكاتب بيوصف تيتان بأنها أكبر وأقوى سفينة في وقتها، زي تيتانك ما اتوصفت، لكن مش ده الشبه الوحيد بين الرواية وتيتانيك:
– طول تيتانيك كان 882 قدم، وطول تيتان كان 800 قدم.
– سرعة تيتانيك لما خبطت الجبل الجليدي كانت 22.5 عقدة، وسرعة تيتان كانت 25 عقدة.
– تيتانيك كان عليها 2200 شخص، وتيتان كان عليها 2500… بس حمولة الاتنين 3000.
– الإتنين مملوكين لبريطاني.
– الإتنين غرقوا في نص الليل على بعد 400 ميل بحري.
– الإتنين كان فيهم نقص “7” قوارب نجاة (تيتانيك كان عليها 20 وتيتان 24).
التشابه الكبير اللي أنت شايفه ده، خلاهم يتهموا المؤلف أنه عراف، أو أن الموضوع ماS#وني ودولة عميقة وكده، ولغاية النهادرة مفيش أي تفسير للتشابه!
لسه مكمل؟
طيب عرفت الخيال الأول ولا الحقيقة؟
طيب كويس عشان فيه تاني، ولو قريت للأخر مش هتندم…
كل يوم بيمر على كوكبنا بتظهر اكتشافات واختراعات وابتكارات جديدة ، منها اللي نعرفه وبنستخدمه أو بنقرأ عنه في المواقع والمدونات المتخصصة، ومنها اللي مبنسمعش عنه إلا بعدها بسنين؛ لأسباب كتير، زي السرية مثلا.
دايما بنقرأ روايات الخيال العلمي وإحنا منبهرين بالموجود فيها، وبننبهر أكتر لما تتحل لأفلام أومسلسلات، ويمكن اكتر حاجة بتبهرنا لما نقرأ رواية أو نشوف مسلسل أو فيلم خيال علمي قديم، ونلاقي فيهم ابتكارات مكانتش موجودة في وقت الرواية، ومع ذلك إحنا بنستخدما دلوقتي.
طبعا مش كل الاختراعات الموجودة في الخيال العلمي القديم موجودة دلوقتي، بس المؤكد، أن كل اللي حوالينا دلوقتي، كان خيال في يوم من الأيام، وفيه ناس زمان اعتبروه سحر وجنون وكتير قوي سخروا منه. ولو بصيت على التاريخ هتشوف بنفسك قد إيه فيه علماء تم اتهامهم بأكبر التهم، من ناس “مبيفهموش” أو عقلهم مستوعبش اللي شايفينه، من أول سقراط لغاية جاليليو، اللي كان ممكن يتعدم سنة 1633 عشان قال الأرض بتلف حوالين نفسها وفي مدار حول الشمس… وطبعا رجال الدين ظاطوا وقتها عشان مش فاهمين،وأي حاجة من الكلام ده كانت بتحصل من اي حد، كانت تهمم الهرطقة والتجديف جاهزة على التوقيع.
تخيل أنت أصلاً عايش من 300 سنة وييجي واحد يقولك، ده هيبقى عندنا جهاز بيعرض صور وبني آدمين، أو هيبقى فيه صندق حديد بجناحات وبيطير… هتاخده يتعالج من العفريت اللي لابسه وش.

الكلام ده أثر على مفكرين وعلماء تانيين، زي ديكارت كده، اللي لما سمع عن محاكمة جاليليو، جاب ورا المعلم وسحب كتابه اللي بيؤيد فيه نظرية كوبرنيكس (اللي شبه نظرية جاليليو) من المطبعة. وطبعاً فيه كتير وقتها من الثورجية اتهموه بالجُبن، مع أن الراجل كان عايز يعيش أكتر وينتج أكتر، بدل ما يروح فيها ويبقى مجهود حياته راح، خصوصاً أن الكنيسة كانت بتتلككله بسبب أفكاره.
لو قرينا روايات الخيال العلمي القديمة، زي ما قولت في الأول، هنلاقي حاجات كتير قوي مذكورة فيها، مكانتش موجودة وقت نشر الرواية، لكنها حوالينا دلوقتي وبنستخدمها من غير أي تفكير في جات منين ولا اتعملت إزاي، والأهم أننا مش عارفين أن فيه مؤلف عمل رواية من سنين طويلة فيها الحاجة دي ووقتها الناس قالوا عليه “خياله واسع” ويمكن حدفوه بالطوب والعيال الصغيرين جريوا وراه!
يعني لو أخدنا رواية جول فيرن “من الأرض إلى القمر” سنة 1865 مثلاً! واخد بالك من التاريخ؟! الراجل وقتها اتكلم عن رحلة من الأرض للقمر يعني قبل رحلة رحلة “أبوللو11” بـ 100 سنة… 100 متخيل؟!
الموضوع مش بس تخيل فيرن للرحلة، لكنه كمان حدد سرعة المركبة ومدة الرحلة كمان، بس تعرف؟ ده عادي برضه… لكن اللي مش عادي أنه لما حدد سرعة المركبة حددها بـ 40 ألف كيلومتر/ساعة، ومدة الرحلة 4 أيام… هتقولي وإيه غير العادي في كده؟!
هقولك أن أبوللو 11 قطعت الرحلة بسرعة 38 ألف كيلومتر/ساعة في أربع أيام وكام ساعة!!
اتاخدت صح؟ طيب كمل معايا
في رواية “عالم جديد شجاع” للكاتب ألدوكس هاكسلي سنة 1932، هاكسلي اتكلم عن “عملية حقن مجهري” و”أطفال أنابيب”، طبعا الكلام مكانش حرفي، بس عايز أقولك أن بعد 46 سنة في 1978 حصلت أول عملية حقن مجهري في التاريخ!
تعالى نرجع لـ”فيرن” بسرعة كده في رواية “عشرون ألف فرسخ تحت البحر” سنة 1869، واللي سبقت اختراع الغواصة بسنين.

بالكلام على فيرن وروايته “من الأرض إلى القمر”، فيه مؤلف تتاني اتلكم عن القمر برضه، وهو إدوارد هيل وروايته “حجر القمر” سنة 1869، واللي اتكلم فيها عن أجهزة، بتشبه جدا الأقمار الصناعية.
عايز اقولك أن لو اللي فات ابهرك فاللجاي هيبهرك أكتر ولو ما أبهركش، فأوعدك بالانبهار!
لأن خيال الكاتب الروسي إسحق عظيموف/أسيموف، أوسع من الناس دي كلها، وحرفياً رواياته غيرت مجرى أدب الخيال العلمي، وده لأن الأفكار فيها كانت عظيمة، ومش في وقتها بس، لكن لحد النهاردة، وفيه منها كتير بنستخدمه، وتخيلاته مش بس عن أجهزة جديدة، لكن مستقبل الأجهزة اللي كانت موجودة وتطورها، بداية من التليفزيون مرورًا بالدرونز والتليفونات، وحتى مستقبل الكوكب بتاعنا نفسه.

ومش بس كده… ده لغاية الإنسان الآلي، أو الـ “روبوت”، واللي بالمناسبة من ابتكار الكاتب التشيكي كارل تشابيك، وهي كلمة مشتقة من Robota في اللغة التشيكية واللي معناها العمل الشاق أو السخرة.
متتوهنيش بقى وخلينا مع عظيموف!
عايز أقولك أن قوانين الروبوت التلاتة واللي تم استخدامهم في فيلم I, Robot:
– لا يجوز لآلي إيذاء بشريّ أو السكوت عما قد يسبب أذًى له.
– يجب على الآلي إطاعة أوامر البشر إلا إن تعارضت مع القانون الأول.
– يجب على الآلي المحافظة على بقائه طالما لا يتعارض ذلك مع القانونين الأول والثاني.
فاكرهم؟
ايوه هي مش قوانين علمية، وحتى بقت مرفوضة دلوقتي لأسباب كتير، بس مجرد تفكيره في تنظيم العلاقة بين البشر والآليين، يعتبر سابق عصره بكتير، كأنه متوقع بأن الروبوت هيتطور لدرجة أنه يبقى عايش معانا!
لو حتى سيبنا الخيال العلمي خالص وكل اللي أنا قولته فوق ده، وبصينا على تحفة جورج أورويل “1984” واللي نشرها في 1949، هنشوف حاجات بتتحقق بالحرف حوالينا النهاردة، ويمكن وأنت بتقرا ييجي في دماغك مشهد حقيقي أنت عيشته أو قريت عنه في الأخبار…
بوست الصبح والبوست ده… ممكن يربكوك ويخلوك تفكر في ما وراء الطبيعيات والكلام ده، لكن الحقيقة أن خيال الكاتب الموهوب مالوش حدود ومن معرفتي لناس بيكتبوا، فيه منهم كتير بيبقى قاعد يشرب من كل مشهد أو خبر أو حديث بيعيشه، دماغهم دايماً بتبني قصة وحياة كاملة في دقايق، على حاجة حصلت قدامهم أو كلمة سمعوها.
متنساش تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية من هنــــــــــــــا